إعلان هيئة البحرين للسياحة والمعارض عن استقبال 47 سفينة سياحية هذا الموسم، بزيادة 5 سفن جديدة عن الموسم الماضي هي بشرى طيبة للسياحة البحرينية بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام، حيث ستسهم هذه السفن بما تحمله على متونها من مسافرين في إنعاش الفنادق والمطاعم والأسواق المختلفة في البحرين، وهذه هي الفائدة المرجوة من السياحة وتدفقات السائحين على المملكة.
نجاح هيئة البحرين للسياحة في استقطاب هذا العدد الكبير من السفن إلى البحرين هو نجاح يحسب لهذه الهيئة والجهود التي بذلها المسؤولين والموظفين العاملين بها، وهي بكل تأكيد جهود محل تقدير وشكر من الجميع، ويستحقون الإشادة عليها، كما يستحقون التشجيع والتحفيز من أجل مواصلة العمل المثمر وجذب المزيد من السائحين في السنوات المقبل.
وبعد نجاحها في استقطاب هذا الكم من السفن السياحية التي ربما يصل المسافرين عليها إلى أكثر من 10 الآف سائح، بات على الهيئة إعادة النظر في فعاليات الموسم الذي سيشهد زيارة تلك السفن للمملكة، فهؤلاء المسافرين قطعوا مسافات طويلة على متن تلك السفن بحثا عن الجديد الذي يشبع فضولهم ناحية التعرف على الجديد واستكشاف العالم من حولهم، والتعرف على ثقافات الشعوب وتاريخها.
هؤلاء السائحين لا ينتظرون منا أن نقدم لهم فقط المجمعات التجارية والماركات الفاخرة، ولا يريدون التعرف على ثقافات ميتة أصبح مكانها المتاحف فقط، بل هم يريدون مشاهدة ثقافات حية يستطيعون النظر إليها والتصفيق لها وتصويرها ومشاركتها مع أهلهم وأصدقائهم والاحتفاظ بها كإحدى الذكريات الجميلة، وربما يذكرها البعض في مؤلفاته أو مذكراته ليطلع عليها الآخرين فتكون بمثابة ترويج كبير للسياحة في البحرين.
هناك العديد من الفعاليات التراثية التي يمكن أن تتبنى الهيئة تنظيمها بالتعاون مع بعض المهتمين على غرار رياضات الموروث الشعبي، فمثلا هناك سباقات الخيل الشعبية التي تستهوي الكثير من الناس وتجذب السائحين، وهناك أيضا الفنون الشعبية المتنوعة، أضف إلى ذلك الحرف اليدوية والحرف القديمة التي ستكون بكل تأكيد جاذبة للسائح وتستهويه أكثر من مشاهدة مجسمات صامتة في المتاحف.
وغير ذلك، يمكن للهيئة عمل مهرجانات موسمية للتراث البحريني، بحيث تتزامن تلك المهرجانات مع مواعيد وصول السفن السياحية، وتقام على هامشها أيضا الأسواق الشعبية، والمطاعم التي تقدم المأكولات البحرينية الأصيلة والمأكولات الشعبية التي يمكن أن تترك أثرا في نفوس السائحين، فهناك أعداد كبيرة تتفاعل مع المأكولات الشعبية للبلدان التي يزورونها، ويعتبرونها من أهم أولوياتهم خلال السفر.
ما نود أن نخلص إليه، هو أن الجهود التي بذلك لاستقطاب 47 سفينة سياحية إلى البحرين يجب أن لا تذهب سدى، بل يجب دعم وتعزيز تلك الجهود بالفعاليات التي يتوقع السائح مشاهدتها في البحرين والتي تجعلها يعيد ويكرر زيارته إلى البحرين من دون أن نقوم بالترويج إليها، فهو قد شاهد بنفسه وأصبح هو المروّج الحقيقي للمملكة، فأهلا وسهلا بالجميع في البحرين.